"إنما هم أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، إن غضبوا فأرضهم، وإن طلبوا فأعطهم، ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملّوا حياتك ويتمنوا موتك". الأحنف بن قيس
السؤال المُعتاد
لماذا ندخل دورات تدريبية ونقرأ كُتب تربوية ونزيد مصاريف البيت كي نُربي أبناءنا؟
ألم يُربينا آباءنا من دون دورات أو كُتب؟، وها نحن قد نشأنا مُحترمين، مهذبين، يحترمنا الناس من هنا وهناك ويشهدوا لنا بالأمانة.
هذا هو حديث أغلب الأباء حين تسمع عن حضور الدورات وقراءة الكتب التربوية، وليس هذا السؤال الذي يجب أن نسأله وإنما السؤال الصحيح والفعال هو :
هل تجد أبناءك يطيعونك دائمًا وابداً أم أن الصراخ والشدّ والجذب بينكما هو سيد الموقف؟، هل يسعدون بلحظة وجودك في المنزل أم أن كل سعادتهم في اللحظة التي تخرج فيها من المنزل؟، هل تشعر دائماً أن زمام الأمور غالباً ما تخرج من يدك بل وتتطور وتجد أن الوقت هو الذي يملك زمام الأمور يجعلك تسير مواكباً معه رغماً عنك فلا يمكن لك أن تمنع أبناءك من جميع الأجهزة الإلكترونية أو من أصحابهم أو حتي طريقة التفكير الذي يتكلمون بها؟.
نفس الفعل .. وتوقع نتيجة مُختلفة
إذا كانت إجابتك "بنعم" فإن الحكمة تقول :" الجنون هو أن تتخذ نفس الطريق وتتوقع نتيجة مُختلفة"
ويقول د.مسلم تسابحجي بكتاب أبناءنا جواهر ولكننا حدادون :" لقد بدأ الأمر منذ نحو عشرين سنة حين كنت أعاني من صعوبات جمة في تربية أولادي وخاصة المراهقين منهم، شأني شأن الكثير من الآباء والأمهات الذين اعتادوا على أن يستخدموا الوسائل التربوية نفسها التي استخدمها معهم أهلهم من قبل، كُنت أفعل نفس الشىء الذي اعتدت أن أفعله، فحصل علي النتيجة نفسها التي طالما حصلت عليه".
فلا يمكن للآباء أن يُربوا أبناءهم على ما تربوا عليه وينسون أو يتناسون أن اليوم قد كثُرت وسائل التنشئة الاجتماعية والتي لم تَعد مُقتصرة فقط على الأسرة والمدرسة إنما التلفزيون في المقام الأول ثم الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي في المقام الإجتماعي في المقام الثاني ثم لا ننسي أيضاً الأصدقاء الذي جاءوا من بيئات اجتماعية مُختلفة وتأثير الصديق على المرء أقوى ألف مرة من تأثير والديهم وأهليهم الذين يربوهم يقومون برعايتهم ويعملون من أجل الإنفاق عليهم وإطعامهم وكسوتهم فقط ، فكل ذلك سيُعدّ صفراً علي الشمال إذا ظل الآباء مُتمسكون بمنهج تربية آباءهم ويقولوا كما قال السابقون " إنا وجدنا آباءنا على ملة " واقفين ساكنين بمكانهم والأبناء مُنطلقين بسرعة الصاروخ في عصرهم الذي يُتيح لهم الفرصة لتربيتهم بكل حرية وانفتاح وعلى جميع الألوان والإستفتاء من تربية آبائهم القدامى، ولذلك كان لابد من كل مربي أن يقف مع نفسه وقفة ليسأل نفسه الأسئلة السابقة ليُقرر إما أن يظل صفراً أو ينطلق ليكون بصُحبة أبناءه فيطور من أساليبه ، ويُجدد من منهجة، ويجد مُتسعاً من الحلول والعلاجات لبناء أسرة ناجحة.
تأهيل المُربي
ورحلة تأهيل المُربي لابد أن تكون واقعية وعملية لتؤتي ثمارها، ولذلك فإننا نأتي بتجربة لأحد المُربين الذين وعوا لأهمية التغيير والتجديد والتطوير في أسلوب التربية مع الأبناء، ويجيب د.مسلم تسابحجي عن سؤال " كيف يتم تأهيل المربي؟ بعدة نقاط وهي :
قراءة مجمعة من الكُتب الحديثة في مجال التربية.
حضور مجموعة من الدورات التدريبية بالمهارات التربوية الفعالة، والتي تركز علي أن التغيير يبدأ من الداخل، ويُنصح جداً بقراءة كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية لستيفن كوفي
أن يتشارك الزوجان في المنهج والطريق الجديد الذي يسلكاه في أسلوب التربية فيُعلم الزوج زوجته ماتعلمه من مهارات وكذلك الزوجة، فيكون كل واحد منهما للآخر خير مُعين له، ورفيق صالح له يُقوّمه ويشد على يده.
مُصاحبة أو رفقة أحد المُربين الأفاضل والذي يكون غير مُرشد وموجهه في هذا الطريق.
مشاركة مايتعلمه الزوجان مع غيرهم لتكون بمثابة استشارات تربويه إليهم.
تدوين وكتابة بعض النقط التربوية الهامه للعودة إليها ولتكون مرجعاً هاماً لي يُمكن الإقتباس منه أو تطوير مادته أو بلورته في مقالات تربويه أو تقديم مادة تربوية بالخبرة والمهارة في كتاب للقُراء.
تعليقات
إرسال تعليق