القائمة الرئيسية

الصفحات

 
القراءة في عصر الشبكات الإجتماعية

لقالوا إن مُستقبل القراءة عظيم

لو ظهرت فكرة شبكات التواصل الإجتماعي في عهد الأدباء والقراء السابقون الأولون أمثال الجاحظ الذي كان يستأجر دكاكين الوراقين ليقرأ، والمولعون بحب الكُتب والقراءة والكتابة لقالوا إن مستقبل القراءة عظيم حيث إيجاد مساحة للتواصل بين الأفراد لانتشار الكُتب وكثرة اطلاع الناس على المعلومات والمعرفة، بل وإن زادهم اليومي سيكون قراءة كتابين على الأقل يومياً لكن ماحدث هو العكس تماماً، فكلما زادت مساحة التواصل قلت مساحة الكتب والقراءة وحلَّ محلها التغريدات وأصبحت الكلمات مُصاغه في صورة رسائل قصيرة اختزلت في عدد من الحروف أقصاها مائه وأربعين حرف أو أقل، وما يزيد عن تلك الأحرف المائه والأربعين فإن قارئها يتركها لطولها أو ما يُصيبه من الملل من طولها .


إذا زاد الشىء عن الحد ..

ولم تعد الإشكالية في فقر المعلومات إنما في غزارة المعلومات والتي أصابت العقل بالبلاهه والبلادة والإرهاق الذهني بسبب التُخمة المعلوماتية، مايؤثر على ذاكرتنا وتفكيرنا ، وهذا طبيعي " فالشيء إذا زاد عن الحد انقلب إلي الضد". يقول إريك شميث رئيس مجلس إدارة جوجل : " أشعر بالقلق من أن مستوى المقاطعة، أي ذلك النوع من السرعه الساحقة للمعلومات . إنه يؤثر في الواقع على الإدراك، فهو يؤثر في التفكير العميق ومازلت أعتقد أن التفكير العميق والجلوس وقراءة كتاب أفضل وسيلة لتعلم أي شيء في الواقع " .


شبكات التواصل الإجتماعي 

وقد أثرت شبكات التواصل الإجتماعي على القراءة والقارىء حيث : 

1- وجبات سريعة: المعلومات التي تُنشر عليها كالأكلات السريعة المعتمدة على مُكسبات الطعم التي تدفع الفرد إلي أكل المزيد والمزيد ، فهي تُسمن ولا تغني من جوع، فيُصاب القارئ بالتخمة العقلية.

2- اللياقة القرائية : تفقد القارىء اللياقه القرائية وعدم تحمله لقراءة صفحة واحدة من كتاب لأنه اعتمد علي وسائل محدودة الكلمات لا يتجاوز عددها عن المائه والأربعين حرف، بل وأصبح القارىء قليل الصبر أمام قراءة كُتيب صغير لا يتجاوز المائة صفحة.

3- السطحية وعدم التعمق : فقد أصبح المرء ينتقي معلوماته من التغريدات ليس من المصادر الموثوق منها. 

4- العشوائيه العقلية : وذلك بسبب غياب البرهنة وإظهار الدلائل والحقائق الثابتة، فجميع المعلومات التي يمتلكها الفرد ما هي إلا مجموعة آراء. 

5- الإيهام بالمعرفة والإطلاع : فمع كثرة مواقع الشبكات الإجتماعية وانضمام الفرد لأغلبها يظن المرء أنه مُثقف، مُطلعاً على العالم وعلى كل جديد يصل إليه سريعاً، يقول جاكوب نيلسن " إننا لا نقرأ علي الإنترنت بل نتصفحه " .

6- التأثير بالحشد والتعليقات : فالقارئ لا يُحدد غذائة المعرفي على ما يحتاج إليه عقله وفكره إنما على الإعجابات وكثرة التعليقات حول الكتب التي ينشروها على حساباتهم.

7- شيوع المغالطات المنطقية والفكرية واللعب بالألفاظ والكلمات التي تتسم بقوة التأثير وبساطة المضمون مما يُثبت الشك في العقل والنفوس.


الجزء الثاني للمقال .. 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتبة ومدونة وباحثة في مجال القراءة والكُتب

تعليقات

محتويات المقال