ولكن كلا، لا تنزعج، فلست أريد أن أهددك، أو أخيفك، فأنتزع منك الشفقة بدلاً من الحب! وإنما أريدك أن تشعر بأنك حر تماماً، لا يُثقلك أى ألتزام.
ممارسة العدمية
وكعادة "زفايغ" الذي يُمتعنا بكلماته ويُسحرنا بأفكاره أحداث رواياته، والتي بعد الانتهاء منها نقف عاجزين عن كتابة أىَّ شىء من بعد ماخَطّه.
الشفقة .. تلك المرارة والألم النفسي الذى يكتوي به صاحبه دون أن يشعر به الآخرين، إنها تنقص من كرامه الإنسان بل إنها كما شوبنهاور:" تنفى الحياة"، ويقول نيتشه: " إن الشفقة ممارسة العدمية، إنها إحدى وسائل زيادة الانحطاط حينما تُضاعف البؤس بقدر ما تستبقي كل شىء بائس، إنها تستدرج الناس إلى العدم"
لعبة الشفقة
الملازم "هوفميلر" شاب فقير يحاول التقرب إلى بعض الأثرياء والأغنياء ليستمتع بعض الوقت بحياة النعيم والرغد ووفرة المال وكأن الحظ سمع طلباته وأمنياته وأحلامه فحمله سريعاً إلى "قصر كيكسفالفا" حيث الثرى النمساوى "هرفون" وابنته الوحيدة والقعيدة "أديث" يندمج في حياتهم وكأنه أحد أفراد العائلة المقربين فمع كل إشراقة شمس يأتى بزهورة وهداياه إلى القصر ويغادر مع غروبها، وتتحول حياة الفتاة الشابة من حياة يسكنها الصمت والسكون، يسكنها اللون الرمادى، بلا مذاق ولا رائحة، بل هو عيش أقرب للموتى، إلى حياة يملأها الربيع بألوانه أزهاره وطيوره التى تغرد وتغني، والدفء والمرح والضحك والفرح. وسرعان ما يلتفت "هرفون" وابنته إلى التحول الذي هو بمثابة الشفاء العليل، فيطلبان من هذا الشاب أن يُكمل معروفه ودعمه لتشفى "أديث" شفاءاً كاملاً، لكن أنانيته كانت الأعلى، لتذبح الآخرين بسكين بارد.
اقتباسات
وكما تنمو الأزهار سريعاً حين توضع في منابت من الزجاج، كذلك تزهر الأفكار الضاربة المجنونه في الظلام.
وهل يليق أن يُترك الإنسان يعيش في حالة من القلق.
وأدركت لأول مرة كيف تكون الشفقة التي تنقصها اللباقة جارحة موجعه.
وتغدو الحياة بطعم مختلف ومتعه خاصة حين يشعر الإنسان بأنه كان السبب في إسعاد إنسان آخر أو تخفيف ألمه.
الإنسان يستطيع أن يهرب من كل شىء، إلا نفسه.
تعليقات
إرسال تعليق