القائمة الرئيسية

الصفحات

مُراجعة كتاب المحارب " من أجل حياة مُفعمه بالحيوية"- دوغان جوجل أوغلو

كتاب المحارب " من أجل حياة مُفعمه بالحيوية"


إننا نعيش في عالم من الكذب والخداع والبطلان ، و اللحظة الصادقة هي لحظة الخلوة مع النفس … حينما يبدأ الحديث السري .. ذلك الحوار الداخلي . . تلك المكالمة الانفرادية التي يُصغي فيها الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص عليه، ذلك الإفضاء والافشاء والاعتراف والطرح الصريح من الأعماق إلى سطح الوعي .. هي لحظة من أثمن اللحظات ، تتوقف الحياة في تلك اللحظة لتكشف عن حكمتها .. إننا نكتشف ساعتها أننا عشنا من أجل هذه اللحظة، وقد تأتي تلك اللحظة في العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله ، أما إذا تأخرت ولَم تأتِ  إلا ساعة الموت فقد ضاع العمر دون معنى .. دون حكمه ، وجاءت الصحوة بعد فوات الاوان . مصطفي محمود

اليقظة

وعند تلك اللحظة يتساءل الانسان وكأنه طفل بدأ يدرك الحياة " من أنا" فماذا سيكون الجواب ؟ هل سيكون وفق الإطار أو القالب الاجتماعي الذي أوجده لنفسه ؟! ليقول أب ، أم ، ذكر ، أنثي ، جار ، عّم ، موظف ، .. الخ ، أم يُجيب وفق المبادئ والقيم ذلك الإطار الذي يحدد سلوكيات الفرد نحو نفسه والآخرين ؟! ليقول أنا الذي .. كما قال المتنبي 

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي … وبنفسي فخرت لا بجدي 

كن ابن من شئت واكتسب أدبا … يُغنيك محموده عن النسب 

إن الفتى من يقول هأنذا … ليس الفتى من يقول كان أبي 

وتحتاج تلك اللحظة إلى "يقظة " لتعي تلك اللحظات التي تمر عليك فإن لم تطور هذا الوعيَّ بتلك اللحظات التي تعيشها فإن الفرص ستأتي إليك وتمضي ولا تراها فهي تمر من فوق رأسك وأنت تنظر تحت قدميك على اللحظات الماضية من عمرك … نعم ستمر بلحظات من الالم حتى تتحرر من تلك القضبان التي وضعتها على عقلك وعينك لتكون تحت سيطرة الآخرين وليس سيطرتك أنت ، و"في اللحظة التي تدرك فيها أنك موجود في الزنزانة تكون قد خطوت الخطوة الأولى نحو طريق المحارب "، فالمحارب هو ذاك الشخص الذي أراد أن يكون إنسانا يُحقق ذاته وهو يعيش في سلام مع تبعية الآخرين . 


البوصلة

ويحتاج المرء لكىَّ يصل إلى القائد أو المحارب، وليُحقق التوازن في حياته إليّ أن يمتلك "البوصلة"، وهي التي من خلالها يتوجه نحو كل موقف في الحياة أن يراه بمنظور مختلف عن الاخر،" فهو يرى أن كل حادثه أو موقف هي بمثابة فرصه للتعلم ، ويرغب دوماً بأخذ أكبر قدر وتعلم أقصى مايمكن تعلمه "، فالبوصلة هي التي تحدد مدى وجوده وحضوره ضمن اللوحة الكبيرة من المجتمع فزمام أمور حياته تحت قيادته، " إن الأشخاص الذين اتخذوا قراراً بقيادة حياتهم يعرفون جيداً متي يقول نعم أو لا، كل واحدة منهما عبارة عن جملة كاملة - تامة - لايشوبها أيَّ نقصان " .


الرؤية

ويحتاج الإنسان ليكون محارباً أن يكون لديه رؤية مستقبلية، وتلك الرؤية هي نتاج لتكامل في الشخصية حيث : احترام الحقيقة - المسؤولية - اتخاذ القرار بناءاً على اختياره وإرادته ، ويدل ذلك على :

- إدراك العالم الداخلي فيكون تصرفاته وعمله وسلوكياته هي نتاج أفكاره وأحاسيسه. 

- الانسجام مع المبادئ والقيم فيكون حاضراً مع كل لحظة بشكل واعي " ضمير واعِ" حيث التطابق بين العالم الداخلي .

- اتخاذ موقف والتحرك ضمن مسؤولية تامة.


ضد التغيير 

  ولكن المقاومة ستظهر بشكل مؤكد في أي مكان يحدث فيه التغيير حيث يتعرض المحارب / القائد لمعلومات من الثقافة اللاشعورية الناتج من البيئة المحيطة المليئة بالمعتقدات والفرضيات، " فبعد أن يراقب المحارب مصدر هذه المعتقدات والقيم والمعلومات يواجه خياراً بين أن يقبل هذه المعلومات كما هي أو يطور معتقدات وقيم ومعلومات خاصة به " .

   وهنا يحتاج لــ"القوة" النابعة من معني ذاته والبوصلة والارادة والرغبة وإمتلاكه للرؤية ، ومن ثم يحتاج الشخص لتحمل " المسؤولية " ضمن خطوات وصوله إليّ طريق المحارب … وماذا يعني تحمل المسؤولية ؟. " تعني أن شروط تحولك من إنسان عادي إليّ إنسان محارب هي : 

١- امتلاك الإدراك ( الوعي ) + المعرفه ( المعلومة )+ المهاره ( العمل ) 

٢- حريه  الاختيار .. فالحرية والمسؤولية يعملان في إطار واحد 

٣- البيئة .. التي توفر له فرصة الاختيار وتحمل المسؤولية 

فالمسؤولية تعني " استعداد المرء لِدفع فاتوره كل أمر يأخذه علي عاتقه سواء كان قراراً أو عمل أو ممارسة ".


الشعور بالندم

   ولكن في أثناء وصولنا إلى طريق المحارب فإننا أحيانا نشعر بالندم في بعض قراراتنا .. لماذا ؟ 

" يكمن سبب ذلك في عدم امتلاكنا وعياً حول الماهية الحقيقية لرؤيتى في الموضوع الذي اتخذ قراراً فيه ، فكثيراً ما أقوم بإنجاز أعمال لكي أرضي الآخرين وعندما أبداً باستيعاب أن ماقمت به لا معني له أشعر بالندم " ، فالمحارب " شخص يعيش حالة بحث عن المعني ، اكتشف نيته وكشف نقاؤها ، ويواصل صياغة المستقبل ، ويرى نفسه مسئولاً عن تحقيق هذا المستقبل ضمن تكامل شخصيته وهو يعيش في العالم ومع الآخرين كعضو من المجتمع ، إنه شخص وجد لحياته معنى " .

ويأتي السؤال : وكيف يُصبح الإنسان محاربا ؟ 

والتي هي خصائص ومفاتيح المحارب ومنها :

١- القرار … يتخذ قراره بعد يُفكر ويبحث ويراجع ، ويأخذ كل نقطة بعين الاعتبار. 

٢- الاختيار … يتخذ قراره بإرادة حرة ، فبعد أن يقوم العقل  بمراجعة الشروط فإن القلب  يقوم بإجراء الاختيار. 

٣ - الوعي بالحياة … بدار الفناء والبقاء ، واختياره لدار البقاء. 

٤- الاحترام أساس المعاملات. 

٥- يعيش ضمن خطة استراتيجية مكتوبة. 

٦- كل موقف فرصه للتعلم. 

٧- يعتني بصحته ويحميها. 



اقتباسات 

إن كل ألم يحمل رسالة ما، إما أن تقوم بتوضيح ما لا يجب القيام به، كأن تقول : " لا تعش حياتك بأفكار وقيم الآخرين". 

أو تشير للأمور التي يجب القيام بها، كأن تقول: " عُد إلى جوهرك، وأسس حياتك اعتماداً على قيَّمك الخاصة بك".  

عندما تتحول العلاقات إلى مجرد أدوار اجتماعية، فإن جوهر الإنسان يتحول إلى أمر ثانوى، فارغ، يملؤه القلق المستمر، والذي يدفع المرء لمواصلة لعب دور جيد في الحياة من أجل ارضاء الاخرين

الذى لا يعرف الشكر لا يجد الطمأنينة في قلبه.


هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتبة ومدونة وباحثة في مجال القراءة والكُتب

تعليقات

محتويات المقال