القائمة الرئيسية

الصفحات

 


إن الأنوثة تشرق إذا أبصرت المرأة معنى أنوثتها وأمومتها، وغلفها الوعى، لتكون بذلك عارفة أولوياتها التربوية، مُتحصنة بالعلم الذي به مناط نجاتها، ولها تأثيرها في المجتمع، مالكة لزمام عاطفتها، توجه أبناءها أو من تحت رعايتها لما فيه خير دينهم ودنياهم، وتضحي من أجلهم، فتلك التى يشعر معها الرجل وأبناءه أنهم تحت سماء الأمن.


 الأنوثة  حواء

الأنوثة . . ذلك المصطلح الذي يُشير إلى مجموعة من الصفات التي تتميز بها المرأة عن الرجل، صفات فُطرت وجُبلت عليها لتؤدي دورها ووظيفتها مستقبلياً بجانب الرجل في المجتمع. ولكن هذا المصطلح دَخلت عليه الكثير من الألفاظ والكلمات من ثقافات أخرى تماماً كما قال بن تيمية : " لقد عمدوا إلى ألفاظ ٍ مُجملة مُشتبهه تحتمل في لغات الأمم الأخرى معانى مُتعددة، فادخلوا عليها ما ليس من مفهومها، ثم ركبوها و ألَّفوها تأليفاً طويلاً بنوا بعضها على بعض، وعظموا قولهم وهولوه في النفوس" 

وسُميت المرأة فى لغة العرب بالأنثى، لكون الأنوثة لفظاً يدل على الليونة والسهولة، أىَّ أن المرأة ألين من الرجل فملايين الخلايا في جسدها الرقيق ، كل خلية منها موسومة بطابع الأنوثة؛ كخلايا الجلد والشعر والفم والمخ والعظام، فكانت خصائصها تلك الرقيقة نابعة من تكوينها. 


الأنثى زوجة

إن في السكن أنساً في القلب، ومُنيه للنفس، وسكينة للروح، والساكن إذا أقبل على سكنه لاحت عليه ديباجه الود، وأشرقت في مُحياة صباحات البشر. ولهذا خلق الله عز وجل أول انثى: أمنا حواء، لأبينا آدم من ضلعه ليسكن إليها، ويأنس بها، فكان السكون سُنه كونيه للذك، والأنثى آيه من آيات الله حيث يألف الزوجان بعضهما البعض، و يأوي كُلَّ منهما للآخر ويطمئن كل منهما إلى الآخر، اطمئنان الشىء إلى جزئه وجنسه. و الرجل والمرأة نصفان يكمل بعضهما الآخر، فلا يتحقق التكامل إلا بوجود السند والمعين في الحياة. إن رقة الأنثى الفطرية تحتاج إلى قوة الرجل الفطرية، ويقول القرطبى : " فى الرجال قوةٍ في النفس والطبع ما ليس للنساء؛ لأن طبع الرجال غلب عليه الرطوبة والبرودة، فيكون فيه معنى اللين والضعف، فجعل لهم حق القيام عليهن بذلك"

وقد لخصت أمامه بنت الحارث القول لابنتها وهى تتجهز للانتقال إلى بيت الزوجيه : " أىَّ بُنيه، إن الوصية لو تُركت لفضل أدب تُركت لذلك منكِ، ولكنه تذكرها للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لِغنى أبويها وشدة حاجتها إليها، كُنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خُلقن، ولهن خُلقن الرجال"

فالزواج احتواء للفطرة، واحتفاظ بالكرامة الإنسانية، وتتابع للنسل من بني آدم.


الأنثى عاطفة 

والأنثى فياضة بالعاطفة والحب، وبالحب تتجدد الحياة ويلين الجناح، وبالحب تستريح الطباع، و تنسجم الأخلاق، وبالحب يُعجن السكن بطينه الكرم. والمرأة متى ماسكنت نفسها اطمأنت، أنِست وآنست من حولها فالأنثى لديها قدرة عجيبة على إدخال البهجة في قلب حبيبها و زوجها، بمعرفتها بما يسرُّ ناظرة منها، وما يسعد خاطره وقلبه ومسامعه، فإذا لاحظنا تركيب الدماغ، فإن مركز الاستجابة لدى الانثى يكون في كلا جانبى الدماغ الأيمن والأيسر؛ فهي تستخدم كل دماغها في عاطفتها. ولذلك تكون العواطف لديها أكثر اتساعاً وانتشاراً، يقول أحمد أمين: " والمرأة أحدّ(حادة في عاطفتها) من الرجل، فهي سريعة الغضب، سريعة الحب، سريعة الكرة، تُرضيها الكلمة، و تغضبها الإشارة، قريبة الدمعة، قريبة ابتسامة، ترق فتذوب حناناً، وتقسو فما تأخذها رأفة، تحب فتصفى الود، وتُعادى فويلاه من عداوتها حين تُسر فكل شيء يدل على سرورها، وحين تحزن فكل شيء يدل على بكاءها".

ومن آثار رحمة الله تعالى أن جعل لعاطفة المرأة  نهر بارد تصب فيه انفعالاتها، ليتخفف بدنها الرقيق من حدة تلك العواطف وحرارتها، فجعل مصبه في عُمق تبيانها؛ ولذا نجد المرأة تفوق الرجل في التعبير عن مشاعرها وعواطفها، ولب "العاطفة" هي الأمومة التي هي المحرك الفطري والسبب المنطقي لعُمق مشاعر الأنثى، والتي ينبع منها معانى الإيثار وصور البطولة ومواطن الصبر الجميل. فالأمومة عاطفة تجعل الأنثى متوزعة القلب، غزيرة الوجد، مُنجرفة في جولان الهم بالأولاد، قد أهمها الانشغال براحتهم والسهر لمرقدهم.


#كتاب_أنصح_به
هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتبة ومدونة وباحثة في مجال القراءة والكُتب

تعليقات

محتويات المقال