القائمة الرئيسية

الصفحات

مُراجعة كريسماس في مكة - أحمد خيري العمرى

 







" هذا التمزق بين ماعليّ أن أدافع عنه لأنه جزء من هويتي، وبين ما أرفضه في داخلي لأني لست مُقتنعه به ، التمزق الذي ورثته من بيئتي التي ظلت تمدني بتناقضات طيلة الوقت ، التناقضات التي يبدو أني سأقضي حياتي وأنا أحاول التصالح معها أو التنسيق فيما بينها "

أنها رواية " كريسماس في مكة" هذا التناقض في العنوان قد يُعبر عن جوهرها بعض الشىء، فهي رواية اجتماعية، تاريخيه ، رومانسيه ، مجتمعيه ، …

لايمكن أبداً أن تُحدد الفرع الذي اختص به العُمري روايته، وهذا في حد ذاته هو سر تفوق وبراعه قلم الكاتب أن يكتب كلمات هي أحداث غالبيه الأفراد في الوطن العربي، أفراد أن لم يُهاجروا ويُغربوا إلي الخارج فهم بداخل أوطانهم مغتربين، مغتربين عن ذواتهم ،مجتمعهم، هويتهم التي تجمع بين شتي الأمور والتي تُثقل كواهلهم ولا يعرفون كيف يُدافعون عنها أو حتي أن يُلقوها من فوق أعناقهم.

إنها رواية عن الشيزوفرينيا المجتمعية حيث العادات والتقاليد والناس والمظاهر الاجتماعية التي تقف كجبال صخرية أمام الفرد العربي ، لا يمكن إزاحتها في نهايه المطاف فيندثر أمامها أو يقف صامداً أمامها إلي أن يتحول إلي عاصفه جامحة لا يقف أمامها شىء .

وحين نغضب فإن غيوم غضبنا وغمامتها تغشي علي أفئدتنا فنتمادي في أخطائنا ونُصر علي ألا نتراجع أبداً ولكن الفجر لابد له أن ينجلي وفقط حينها إما أن تكون الفرصة لازالت متاحه أو فات الميعاد.

لقد أخذنا العُمري عبر كلماته التي دسها باللهجه العراقيه إلي بغداد والكرخ وبعض الأماكن الأخري والتي علي أمل زيارتها أو مشاهدتها عبر خرائط جوجل ، تعرفت فيه علي طباع شخصية الفرد العراقي بشكل أكثر تفصيلاُ عما كتبه الدكتور علي الوردي فتجد

  • الاصرار والصمود ومواجه التحديات بكل قوة

  • العناد والقسوة وجلد الذات والتي تلين وتصير كالبلسم في لحظة بلمح البصر

  • طيبه شخصيه الفرد العراقي وصفاءها مهما كانت بهدلتها الحياة

الرواية جداً جداً ممتااااااااااااااااااازة

وجداً جداً أنصح بها 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتبة ومدونة وباحثة في مجال القراءة والكُتب

تعليقات

محتويات المقال