"في كل مرة تشعرين بالحزن والإضطراب تذكري الأشجار، وطريقتها في النمو، تذكري جذورها في الأرض وأوراقها في السماء ، يجب أن تمكُثي بداخل الأشياء وترتقي فوقها حتي تكسوك الأزهار والفاكهة في الموسم الصحيح، عندها ستُفتح أمامك طُرق كثيرة لا تعرفين أي الطريق تتخذين .. انتظري ولا تسيري في أحدها مُصادفه .. تنفسي بعُمق، بثقه كما كُنت يوم ولادتك، وفي هدوء استمعي لقلبك ثم انهضي واذهبي حيث يقودك" .
هكذا ختمت " سوزانا تامارو " روايتها " اذهب حيث يقودك قلبك " وترجمتها د.أماني فوزى حبشي، والذي تتناول فيها حكاية الانسان مع ذاته .. حكاية الإنسان مع نسيان ذاك الطفل الذي بداخله وتغافله عنه لنُثبت لمن حولنا أننا كبار وننال تقدير الجميع .
إمرأة أرادت أن تعيش الحياة كما تعيشها الآخرون، فأغلقت علي شغفها، روحها، ذاتها التي بداخلها ، وتركت شخصيتها لتعيش "لا شىء" لتكسب تقدير الجميع، ولكن الإنسان ابداً لا يستطيع أن يعيش إلا بروح ترفعه إلي الأعلي وتمنحه القوة المطلقة في الحياة بنور يُضيء ذاته وبشغف يُغذي الطفل الذي يُبرز معدنه.
في اللحظة التي يبدأ فيها المرء بتحويل ذاته إلي مخزن يرمي فيه ما لا يحتاجه مُحاولاً أن يُدفن ذاته، صوته الداخلي، هويته تتكالب عليه داخله ليخنقه ، ليقتله ، وليُميته في كل لحظة ألف مرة قبل أن يموت فعلياً، فمن السهل أن يموت الإنسان من اللاشىء أكثر من الألم، تتحول الحياة إلى "كذبه" تكون عنوان حياتنا .. كذبه تعيشها وتدمر بها حيوات الآخرين، فلا يوجد عدو اسوأ من أنفسنا أما حين يبدأ المرء بالتخلص من أعبائه وأثقاله وإزاحة كل مايُعيقه ولا ينتمي إليه فهو علي الطريق الصحيح .
"إن الرحلة الحقيقية التي تستحق أن تقوم بها في الحياة هي البحث عن الصوت الأصلي الموجود بداخلنا والوصول إلي عمق ذواتنا "
شكراً د. أمانى فوزى حبشى لهذه الترجمة الرائعة والممتازة والتي نقلتنا عبر الكلمات وكأننا نقرأ النص الأصلي
#أنصح_بقراءتها_بشدة
تعليقات
إرسال تعليق