"في واحدة من أساطير أيسوب، توبّخ أنثي السرطان ولدها، طالبة إليه أن يمشي إلى الأمام بدلاً من السير إلى الجانب، فيستجيب لها الابن قائلاً: أريني كيف افعل ذلك و سأفعله"
النواة الأولي
لاشك أن الأسرة هي نواة تشكيل ملامح الطفل وأفكاره وشخصيته، والقدوة الحسنة هي خير مُرشد نحو المسيرة الواعيه ووضع حجر الأساس لحُب القراءة وغرسها في نفوس الأبناء، فالأطفال الذين يعيشون في منزل به أم قارئة وأب قارىء ويفتحون أعينهم على الحياة ليجدوا حولهم الكُتب والقصص بجانبها الألعاب ويُشاهدون والديهم وأخواتهم يقرأون ويعتنون بالكتب ويُحافظون عليها، ويضعونها في المكان المُخصص لها على أرفف المكتبة، يُبذّر في نفوسهم حُبهم للقراءة والكتاب والمكتبة، حيث تُساعد تلك الأجواء الإيجابية المتجددة يومياً على أن يُمارس الأبناء حقهم في القراءة حتى وإن كانوا صغاراً لا يستطيعون القراءة، بلمسهم للكُتب ومشاهدة الصور وتقليب الصفحات وهم يشعرون بالسعادة . ويبني الأباء أثناء قراءتهم للأبناء جسراً من الود والتواصل وروابط عاطفيه قوية حين يجلس الطفل على ركبة أمه أو أبوة ليقرأ له الكُتب والقصص التي يُحبها .
الصفحة البيضاء
" والطفل صفحة بيضاء فكلما نُقش فيها لون تلوّنت بذلك اللون "
ومن المعروف إن السنوات الست الأولي للطفل هي مرحلة تقليد ومحاكاة للآخرين بل إن الطفل يرى أن ما يقوم به والديه إنما هو العلم النموذجي الذي يجب أن يُحتذى به، ولذلك يجب أن يراك الطفل وأنت تقرأ، فطلبك إليه بأمر تهمله ولا تقوم به لن يُثمر، وأن يلمس إهتمامك بالقراءة والكُتب وحب الاستطلاع للأشياء، بمعني أن يكون فضولك للمعرفة قدوتهم، فحين تقع عينك على شىء غريب أو جديد ثم تدوينه والبحث عنه والقراءة حوله واستكشاف الغامض، فإنك تُحفز لديه الفضول للمعرفة وحب الاستطلاع، و كما إن الطفل لا يستطيع أن يجري إلا إذا استعد قبله بالمشي، ولا يقدر على المشي إلا إذا استعد قبله بالحبو، فإنه لا يُحب القراءة إلا إذا استعد قبلها بوالدين يقرآن، وكُتب منثورة في البيت على أرفف خاصه بها، ومنّ يقرأ له بصوت مرتفع، والتدرب على مزيد من القراءة، فما يشّب عليه الطفل من قيم وسلوكيات في الصغر شاب عليه .
تعليقات
إرسال تعليق