القائمة الرئيسية

الصفحات

القراءة و الأجهزة الإلكترونية




 حلَّ التلفزيون محل الأدب والتفكير، وبالتالي استطاع أن يُقلص النشاط الفكري، إنه يُقدم حلولاً جاهزة لجميع مشكلات الحياة. علي عزت بيجوفيتش 

                           

أصبحت الأجهزة الالكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا سواء عبر الهاتف أو البلاي ستيشن أو التلفزيون والتي احتلت ساعات كبيرة في اليوم تراوحت نسبها بين الـ 70: 80 ساعه أسبوعياً ، أي بمعدل 10 ساعات علي الاقل يومياً، ووسط زحام تلك الاجهزة اختفي الكتاب، تلاشت القراءة من حياة معظم البيوت، وقد تمكنت تلك الأجهزة أن تحتل جزءاً من حياة الصغار لعدة أسباب :

  • التقليد .. رؤية الصغير لمن حوله من أبيه وأخوته أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو البلاي ستيشن

  • السهولة .. تواجد الاجهزة الالكترونية في بيئة اسرة كواحدة من أفرادها

  • الهروب من الملل والفراغ .. عدم وجود شاغل يملأ الوقت إلا بها حيث الانشغال الدائم بمواقع التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو.

  • الجميع مشغول .. الآباء يُقدمون تلك الأجهزة الالكترونية علي طبق من ذهب إلي الطفل حتي يتخلصا من صراخه و أسئلته المزعجة.

وبالتالي تصنع تلك الأجهزة الالكترونية فجوة بين الآباء والأبناء ، وتنصدم بها الأسرة عند وجود مُشكلة.

ويحتاج المربي ( الآباء / المعلم ) إلي تأهيل وإعداد دائم ومستمر لتربية أبنائهم عن طريق الكتب والقراءة والدورات التدريبية التربوية لتوجيه سلوك الأبناء بشكل واعي فتنشأ التربية الجيدة من القدوة الحسنة ، ويقول د. عبد الكريم بكار " إننا لن نستطيع ممارسة دورنا التربوي بكفاءة مالم نعمل علي تربية أنفسنا ونحن نُربي صغارنا" . فالصغار في البيوت يجب أن يروا آبائهم قدوات لهم من خلال :

  • أن يحرص الوالدين علي القراءة ورؤية الطفل لهم يمسكون بالكتاب بين أيديهم كما الهاتف أو ريموت التلفزيون وألعاب الفيديو.

  • أن يُقرأ للطفل بعض القصص المناسبة لمستوى عمره بدلاً من تركه جالساً لمشاهدة الكرتون بشكل عشوائي مستمر.

  • الحرص علي وجود رف صغير بالمنزل به مجموعة كتب كما لباقي الأجهزة الإلكترونية مكان بالمنزل .

  • وأن يتم تطوير تحديث تلك المكتبة الصغيرة من وقت لآخر بما يُغذي عقل الاسرة ( الآباء ، الأبناء ) كما يتم تحديث الكمبيوتر أو الهاتف وباقي الأجهزة الإلكترونية .

  • محاربة الفراغ وإيجاد بدائل عن الأجهزة الإلكترونية بالاشتراك في الدورات التدريبية أو حفظ القرآن أو تعلم واحدة من الألعاب الرياضية .

  • تكليف الطفل ببعض المسؤوليات داخل المنزل على قدر سنه بشكل يُنمي فيه بعض المهارات ويغرس بداخله تحمل المسؤولية والإنجاز.

  • ضبط وتقنين الأجهزة الإلكترونية داخل المنزل والاستفادة من مزاياها فقط من خلال :

*وضع الأجهزة الإلكترونية في مكان عام في المنزل سواء كان تلفزيون أو كمبيوتر

*الربط بين القراءة والافلام ، توجيه الأبناء بعد قراءة القصص والروايات لمشاهدة القصة مرئية، وستجذبه القصة المقروءة التي يصنع صورها وألوانها وشخصياتها ويقوم بإخراجها في صندوق عقلة .

*الاستفادة من الانترنت في الدراسة والبحث والمطالعة.

*الرد علي بعض الأسئلة التي يسألها الطفل لوالديه من خلال البحث علي الانترنت، ويتشارك الطفل مع والديه لحظات البحث عن المعلومة .

* القراءة الإلكترونية .. والتي أصبحت واقعاً في عالمنا فحين يطلع الطفل علي مايقوم به الوالدين علي الهاتف أو الايباد من قراءة كتاب، فهذا يُعزز فيه إن والديه يُطالعا الكتب ويتعلما كما يتعلم ويذهب إلي المدرسة.

وبذلك فبإمكاننا تطويع تلك الأجهزة الإلكترونية بما يتناسب مع تربيتنا لأولادنا.


هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتبة ومدونة وباحثة في مجال القراءة والكُتب

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. مقال مهم ومقترحات ممتازة ،وإن كانت صعبة على الكثير من الأهال هذه الأيام.

    تحياتي

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال