"لم يعد الإسلام في حياتي إلا ذكرى،حنيناً يستدر مني التوقير، لأنه دين آبائي وأجدادي ودين المجتمع الذي اضطرب به، ولكنني لم أكن أري نفسي مُطوقاً به، كنت أراه إصراً، ليس عليّ وحدي فحسب بل علي المجتمع كله"
فلكلور إجتماعي
كانت هذه كلمات "حسن أوريد" بـ كتابه "رواء مكة " الذي انتشر بعد عامين من إصدارة عام 2017م، خاصة بعد أن أشار إليه الداعية " أبو زيد الإدريسي" في إحدي حلقات سواعد الإخاء في رمضان 2019م، مع تلك الكلمات التي لم تكن لسان حال صاحبها فقط إنما هي لسان حال أغلب الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية والتي نشأ فيها الإسلام غريب، وورثه المسلم عن آبائه وأجداده ضمن الميراث، واكتسب الفرد كل مظاهر الحياة المدنية من ترفية و استهلاك دائم، العيش في الحياة عبثاً بلا هدف أو رؤية واضحة يسير نحوها، يحمل على عاتقه ديانة لا يعرف عنها شىء بل لم تعُد إلا فلكلوراً إجتماعياً، ولغة يتبرأ منها لبلاغتها وادعاء صعوبتها، و يتقرب ويتودد إلي اللغات الأجنبية عسي أن يجد له مكاناً بين الأمم الراقية وغيرها من المُحدثات التي دخلت على المجتمعات العربية الاسلامية كالسرطان ينهش الجسم داخلياً ليتركه هيكلاً مُفرغاً هشاً لا يحتاج حتى إلي دابة الأرض تأكله ليخر واقعاً . . هكذا سطَّر "حسن أوريد" مؤلفه الذي اعتبره وقفه صادقة مع النفس، وقفه اعترف فيها بالعطب الذي كان يحمله داخله، فهداه الله إلي المنهج "التخليه قبل التحلية" فتخلص من ظنونه وإعتقاداته القديمة ليتعرف علي الاسلام ينهل منه، فتتشبع به جارحه وحواسه وعقلة وأفكارة وليًغير ماكان في نفسه.
رحلتي من الشك
الكتاب ليس كمؤلف "مصطفى محمود " رحلتي من الشك إلى الإيمان، ولا مؤلفات الغربيين الذين يدخلون في دين الله الإسلام، إنما هو مُؤلف من نوع آخر .. كتاب يواجه الحرب الفكرية التي يبثها أعداء الدين في النفوس حيث " الشك والتشكيك " الدائم بالأقوال والكلمات والتلاعب بالأفكار لتضليل العقول.
رغم قلة صفحات الكتاب وقراءته في جلستين أو ثلاثة إلا أنه يحتاج وقفه وتمهل من القارىء ليطحن بعقله الكلمات للوقوف على جوهرها .
اقتباسات
أرقب ذاتى كما يرقب الشخص بركة ماء، لا أسوة بنرجس. كلا. فلكم شطح بي الهوى من حيث لم أدرِ، ولكم زاعت قافلتي، ولكم تعثر سيري، رغم أني ملكت عقلي.
لم أكن سعيداً. كُنت أجري وراء سراب. من لا يرتبطون بجذور، تعصف بهم الرياح الأنواء، وكتابته لقصه عن شخص اكتشف أن رأسه رأس غول.
عند الإحرام .. لا يكفي أن تنزع عنك ملابسك وتلبس الإحرام، عليك أن تنزع نفسك من كل هوى لتصدح بالتلبيه.. عليك أن تُدرك معناها .
لا معني للغة إن لم تستطع أن تنقل حمولتها إلي اللغات الأخري وتحمل معها قيمتها.
تعليقات
إرسال تعليق