" وما الإنسان والحيوان إلا قريب - حين تنظر- من قريب "
يشترك الإنسان مع الحيوان بأنه يأكل ويشرب ويتحرك ويتنفس وغيرها من الأفعال الكثيرة والحاجات العديدة التي يحتاجها في حياته إلا إن الإنسان يتميز بالنطق حتي إن أرسطو يقول :
" الإنسان حيوان ناطق " .. وهذا يدل علي التفكير والقدرة علي التعبير عما يدور برأسه، وما نعرف شيئاً يُحقق للإنسان تفكيره وتعبيره ومدنيته كالقراءة .
القراءة . . ذلك الفعل "اقرأ" الذي ابتدأت به الرسالة الخاتمة " اقرأ باسم ربك الأعلي" .. اقرأ لترتقي .. اقرأ لتتقدم ..اقرأ لتبني الحضارة ..اقرأ ما يُلامس شغفك، ويُشبع نفسك، ويلائم اهتماماتك، ويمنحك زاداً وفيراً من المعرفة .. إقرأ قراءة جيدة .. إقرأ مايجعلك تتميز وترتقي بعقلك .
إقرأ .. هذا الأمر من الله بأن كل ما علي الإنسان أن يقرأ وسيفتح الله له الآفاق " اقرأ وربك الأكرم " .
وكأن القراءة أداة من أدوات بناء الإنسان للحياة التي أرادها الله ، وأداه يُسخّر بها كل ما استعصي عليه وما وقف أمامه من عقبات والسعي إلي الكمال .
ويقول طه حسين تعليقاً علي كلام أرسطو: " قد يكون من أيسر التعبير و أوجزة في يوم من الأيام أن تختصر الطريق وأن يعرف الإنسان بأنه حيوان قارىء " .
القراءة هي ماتصور التفكير علي أنه أصل لكل ما يقرأ ، فالكاتب يُفكر قبل أن يكتب وأثناء كتابته، والقارىء يُفكر فيما يقرأ أثناء قراءته ، وبعد أن يقرأ .
القراءة هي التي إن غفلت عنها أمة من الأمم وتناستها فتكون بداية النهايه بعد حقبة من الإزدهار والتقدم، وإن أخذت بها أمه أخري حتي لو تعيش في الظلام فلحقت بركاب التقدم والنهوض بل وسبقت باقي الأمم .
نعم .. إنها القراءة .
تعليقات
إرسال تعليق